تابعونا على :

طريقة زراعة والعناية بغرسة الزيتون


بعد الأخذ بالاعتبار المناخ المناسب، واختيار الموقع المناسب لزراعة الزيتون، يتم تحضير التربة بحرثها وتسميدها ، وثم تخطيطها تمهيدا لبدء زراعة غراس الزيتون.

موعد زراعة الزيتون:

يمكن زراعة الزيتون اعتبارا من شهر تشرين الثاني ( الشهر الحادي العشر الميلادي) وحتى شهر نهاية أذار(الشهر الثالث الميلادي)، ولكن يفضل بنهاية الشتاء بعد مضي موعد الصقيع الذي يحدث كل عام حسب كل منطقة.

اختيار غراس الزيتون من المشتل:

ينصح بشراء غراس الزيتون من المشاتل المرخصة الموثوق بها، لكي نضمن أن غراس الزيتون خالية من الأمراض، لأن بعض الغراس تكون مصابة ببعض الأمراض صعبة المعالجة، وخاصة سل الزيتون.
 ونختار من المشتل الأصناف التي تلائم طبيعة مناخ المنطقة، والهدف من زراعة الزيتون لأن هناك أصناف من أجل الحصول على زيت الزيتون، وأصناف من أجل زيتون المائدة . لمزيد من المعلومات بهذا الرابط

اختيار مكان زراعة غراس الزيتون:

نختار مكان وضع الغرسة في المكان جيد التصريف للمياه، أي المكان الذي لا تتجمع فيه الماء لأن المكان سيء التصريف للمياه يضر بجذور غرسة الزيتون وتتعفن الجذور ولن تنمو بشكل جيد أو تموت. فمن المعروف أن أشجارالزيتون لا تتحمل تجمع المياه عند جذوره .
كما يجب أن يكون مكان وضع غرسة الزيتون معرض لأشعة الشمس، ، ولا تزرع في الظل ، وإذا كان هناك حائط مجاور، فيجب أن لا يعيق وصول أشعة الشمس، ويجب أن تكون هناك مسافة بين الغرسة والحائط تسمح بالمعاملات الزرعة للشجرة من تعزيق وتقليم ورش مبيدات وقطاف الزيتون في المستقبل.
يتم اجراء الحفرة في المكان المخصص لها، بحيث يكون عمقها نفس ارتفاع وعاء الغرسة ، وأما قطرها فيكون أكثر من ضعفي قطر وعاء الغرسة. 
وبجمع الأحوال يجب أن لايتجاوز أبعاد الحفرة من حيث العمق والقطر 40 سم في الأرض التي تم تحضيرها ونقبها مسبقا. 
 ولكن إذا كانت التربة لم يتم تحضيرها ونقبها مسبقا فيتم حفر الجورة بأبعاد60-80 سم من حيث القطر والعمق .
 لمزيد من المعلومات عن انشاء بستان زيتون رابح بهذا الرابط: انشاء بستان زيتون رابح
ثم نقوم بنزع وعاء الغرس، ونتفحص جذورها، فإذا كانت هناك جذور مكسورة أو ميتة نقوم بقصها، كما نقوم بقص أو بتفكيك الجذور التي تطوق تربة غرسة الوعاء، لأنها إذا تركناها ستكبر تلك الجذور بالمستقبل وستطوق وتخنق جذور الغرسة الأخرى.
ثم نقوم بتفتيت جزئي لتربة الغرسة، لتشجيع الجذور للنمو إلى محيط الحفرة، ولا تبقى مركزة ضمن تربة الغرسة، أو يمكن زراعتها بدون تفتيت تربة غرسة الوعاء.
نضع الغرسة بشكل قائم في الحفرة. وثم نعيد نفس تربة الحفرة حول ساق الغرسة، ولا نستبدل تربة الحفرة بتربة أخرى، كما لا نضع السماد في الحفرة لأن ستتأذى الجذور عند تماسها المباشر مع الجذور ( يتم وضع الأسمدة عند اعداد التربة مسبقا) .
ثم نقوم بالضغط الخفيف بالقدمين على التربة التي تم إعادتها حول ساق الغرسة لإخراج الجيوب الهوائية.
ثم يتم ري الغرسة مبارشرة بحوالي 10 لتر من الماء .
وقد شرحنا خطوات زراعة غراس الزيتون بهذا الفيديو على قناتنا

المسافة بين غراس أشجار الزيتون:

وأما المسافات بين أشجار الزيتون فهي تعتمد على رطوبة التربة ، وعلى معدل الأمطار السنوي في المنطقة، وعلى طريقة الزراعة ( بعلية أو مروية)، وعلى صنف الزيتون المراد زراعته.
وبشكل عام، تكون المسافة بين صفوف أشجار الزيتون حوالي 6 أمتار أو أكثر، وأما المسافة بين شجرة الزيتون الصغيرة والأخرى بنفس الصف، فيجب أن لا تقل عن خمسة أمتار، وهناك طريقة خاصة بزراعة الزيتون بالدول الغربية المتقدمة وهي طريقة زراعة الزيتون الكثيفة ، التي تعتمد على زراعة أشجار الزيتون بشكل متقارب في نفس الصف، أي المسافات بين شجرة الزيتون والأخرى أقل من أربعة أمتار.

هل تحتاج غرسة الزيتون لدعامة استنادية؟

جرت العادة بوضع دعامة مثل عصا بجانب جذع غرسة الزيتون الصغيرة، ولكن علميا لا ينصح بوضع دعامة استنادية بجانب ساق الغرسة، لأن وضع الدعامة يضعف ساق الشجرة، بسبب اعتمادها على الدعامة التي تستند عليها.
ولكن في بعض الحالات يمكن وضع دعامة استنادية إذا كانت الغرسة طويلة وقطرها صغير، أو إذا كان هناك رياح شديدة سائدة بالمنطقة، عندئذ نضع دعامة استنادية قبل إعادة التربة لحفرة الغرسة، ونربطها بساق الشجرة بعروة واسعة ورخوة بحيث تسمح لساق الشجرة بالحركة قليلا، ولكي لا تؤذي العروة ساق الشجرة نتيجة الربط المحكم.

ري غرسة الزيتون:

من أهم احتياجات شجرة الزيتون بعد زراعتها هوالاستمرار بسقاية الغرسة بالماء، حيث يتم الري بعد زراعة الغرسة مباشرة بحوالي 10 لتر ماء، ونتوقف عن الري بموسم الأمطار، ونتابع الري بعد توقف الأمطار عندما تصبح التربة جافة، ويتم الاستمراربالري بشكل منتظم، وبحيث يصل الري إلى عمق 60 سم.
وأما عدد مرات الري في الحقول المروية فهي من 3-7 أيام ، وأفضل طريقة لري أشجار الزيتون هي الري التنقيط .
ويكرر الري في حال الزراعة البعلية كل أسبوعين، أو كل شهر في الصيف في العام الأول، وذلك حسب رطوبة التربة، وحسب كمية الأمطار التي هطلت، وحسب الإمكانيات المتوفرة. وتقلل عدد مرات الري في الأعوام التالية، أي تصبح كل 3-4 أسابيع اعتبارا من شهر تموز.

ملاحظة: ستؤدي كثرة مياه الري أو الأمطار إلى جعل الأشجار عرضة لمرض تعفن الجذور مما يسبب لتوقف نموها، وإتلاف الإنتاج من خلال التسبب في تساقط الأزهار قبل تكوين الثمار.

وضع أنبوب بلاستيكي حول غرسة الزيتون:

من الممارسات التي يتبعها المزارعون في الدول الغربية هي وضع أنبوب بلاستيكي حول جذع الغرسة الصغيرة لحمايتها من أشعة الشمس، ومن الرياح ، ومن الحيوانات، ومن الآلات الزراعية، ومن خطر مبيدات الأعشاب في حال استخدامها لإزالة الأعشاب الضارة حول الغرسة.

إزالة الأعشاب الضارة حول الغرسة:

من الضروري جدا الحفاظ حول ساق الغرسة خاليا من نمو الأعشاب وخاصة في العام الأول ، لأن تلك الأعشاب تنافس الغرسة على الماء والمغذيات الموجودة في التربة، لذلك نزيل الأعشاب طيلة فصلي الربيع والصيف، بحيث نحافظ على مسافة متر من ساق الغرسة خاليا من الأعشاب. 
ويتم ذلك بعدة طرق مثل استخدام الطرق اليديوية، أو باستخدام مبيدات الأعشاب ( مع الانتباه عدم ملامسة المبيد للغرسة وأوراق الغرسة)، أو باستخدام طريقة التغطية بوضع قش يابس أو نايلون . لمزيد من المعلومات في هذا الرابط : إزالة الأعشاب الضارة في حقول الزيتون.

تسميد أشجار ( غراس ) الزيتون الصغيرة:

إن تسميد غراس الزيتون في الأعوام الأولى من عمرها سيزيد من نمو الشجرة وستحمل الثمار بعمر أبكر مقارنة مع عدم تسميدها. 
لذلك ينصح بتسميد أشجار الزيتون الصغيرة كل عام بعكس أشجار الزيتون الكبيرة التي تحمل ثمار الزيتون والتي نسمدها إذا كانت بحاجة للتسميد، وليس بكل عام. نبدأ بتسميد الأشجار الصغيرة بعد زراعتها بالربيع، عندما نشاهد النمو الجديد للأغصان.
 وأفضل سماد تحتاجه غرسة الزيتون في طور النمو هو النتروجين ( الآزوت)، حيث تحتاج في العام الأول 100 غرام آزوت صافي، أي ما يعادل 200 غرام يوريا. وأما في العام الثاني فتحتاج 200 غرام آزوت صافي، أي ما يعادل 400 غرام يوريا، وفي العام الثالث 300 غرام آزوت صافي، أي ما يعادل 600 غرام يوريا.
ويتم توزيع الكميات السابقة من فصل الربيع إلى الصيف، أي من الشهر الثالث إلى الشهر التاسع.
ويتم وضع السماد تحت ظل الشجرة وبحيث لا يلامس جذع الشجرة، ويجب أن يتبع وضع السماد ري الشجرة جيدا، أو هطول الأمطار. ويفضل وضع السماد تحت فتحات التنقيط في الأشجار المروية بالتنقيط.

تقليم أشجار الزيتون الصغيرة:

يقتصر تقليم أشجار الزيتون الصغيرة في الأعوام الثلاثة الأولى على نزع السرطانات، وإزالة الفروع الجانبية التي تنمو حتى مسافة 40 سم من الأرض، ولا نقلم الجزء العلوي من الغرسة .
وبعد عمر 4-5 أعوام نقوم بتقليم التربية لشجرة الزيتون، والذي شرحناه في هذا الفيديو :

ملاحظة: لا تثمر أشجار الزيتون أبدا في نفس المكان على غصن الشجرة ، لذا فإن النمو الجديد كل عام ضروري لإنتاج الأزهار وإثمارها.

والكثير يسأل : بعد كم سنة ستثمر شجرة الزيتون؟ والجواب يختلف عدد السنوات حسب صنف الزيتون والعناية بالشجرة ، وبشكل عام إذا طبقنا الإرشادات السابقة فسوف تثمر الشجرة خلال 3-5 سنوات.

رش المبيدات للوقاية من أمراض الزيتون:

بالنسبة لوقاية أشجار الزيتون الصغيرة من الأمراض ، فينصح فقط برش مبيد فطري نحاسي للوقاية من مرض عين الطاووس الفطري وخاصة في المناطق الرطبة التي ينتشر بها عادة مرض عين الطاووس. والذي يتصف بظهور بقع صفراء أو بينة أو خضراء على أوراق شجرة الزيتون، وهناك العديد من المبيدات النحاسية التي يمكن أن يمكن أن نرشها في الخريف أو في الشتاء. وأما أمراض الزيتون الأخرى فيتم مكافحتها إن أصابت الشجرة فقط أي لا يتم الرش الوقائي لها.

الخلاصة:

يبدأ نجاح مشروع زراعة الزيتون من خلال الاهتمام بأشجار الزيتون الصغيرة بعد زراعتها، وأكثر ما تحتاجه غراس الزيتون هو الري والتسميد وإزالة الحشائش ومكافحة الأمراض التي قد تصيب شجرة الزيتون.

تعليقات