تابعونا على :

أضرار الفواكه disadvantage of fruits

اضرار الفواكه

على الرغم من إن الفواكه لها منافع كثيرة للناس لا تحصى، ولها دورا أساسياً ومثبتاً علمياً بالوقاية من الكثير من الأمراض الخطرة على صحة الإنسان. إلا أنها قد تكون أحيانا وسيلة لنقل بعض الأمراض إلى الإنسان إذا لم يتبع الشروط الصحية في زراعة شجرة الفواكه، وفي العناية بها، وفي قطاف ثمار الفواكه، ونقلها، وتخزينها، وتغليفها، وتصنيعها أيضا.

أضرار الفواكه:

1 - الأمراض التي تنتقل عن طريق الفواكه:

من أهم أضرار الفواكه على صحة الإنسان إنها تسبب انتقال مجموعة من العوامل الممرضة للإنسان مثل البكتيريا والاوالي protozoa والفيروسات والطفيليات، والمواد الكيميائية مثل: المبيدات الكيميائية ، والسموم مثل الزئبق والرصاص، مما يتسبب بحدوث أمراض قد تكون خطيرة على صحة الإنسان . ويمكن للأمراض المنقولة عن طريق الفواكه أن تسبِّب أعراضاً بسيطة ولأمَد قصير، مثل التهاب المعدة والأمعاء الناجم عن الطفيليات أو البكتريا أو الاوالي أو بعض السموم ، والذي من أهم أعراضه الغثيان والقيء والإسهال (ويُشار إليها بالتسمم الغذائي). 
ويمكن أيضاً أن تسبِّب الأمراض المنقولة عن طريق الفواكه أمراضاً خطيرة قد تؤدي للوفاة ، مثل السرطانات بسبب التعرض للمواد المسرطنة، والتي قد تكون موجودة بالفواكه بجرعات عالية أو لدخولها لجسم الإنسان بجرعات صغيرة ولكن لمدة طويلة. 
وقد تسبب الأمراض المنقولة عن طريق الفواكه مرض فشل الكلى و فشل الكبد، واضطرابات دماغية وعصبية وأمراض دموية والإصابة بالعقم . 
وتكون تلك الأمراض أكثر خطورة على الأطفال وخاصة في المراحل الأولى من تطورهم وعلى النساء المرضعات وعلى الحوامل لأنها قد تؤدي لتشوه الأجنة ، وعلى كبار السن أو من لديهم ضعف في الجهاز المناعي.

أسباب انتقال الأمراض من الفواكه للإنسان:

وأكثر الطرق التي تساعد على نقل الأمراض للإنسان عن طريق الفواكه هي:
  • استخدام مياه المجاري ومخلفات المصانع في ري أشجار الفواكه: مما قد يؤدي إلى تلوث الفواكه بالعوامل الممرضة الحية، وإلى التسمم بالمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق التي تكون موجودة بتلك المياه.
  • استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة و الصناعة التي تعتمد عليها الفواكه: مثل المضافات الغذائية food additive ، ومعالجة الفواكه بالإشعاع، وإضافة المواد الهرمونية.
  •  عدم مراعاة القواعد الصحية العامة لرش المبيدات الكيميائية: وخاصة استخدام المبيدات الكيميائية غير العضوية للقضاء على الأمراض التي تصيب شجرة الفواكه، ويجدر بالذكر إن الضرر الصحي للإنسان يحدث من خلال رش المبيدات بكميات كبيرة أو بفترات زمنية متقاربة، أو من خلال عدم مراعاة قطف الفواكه بعد مرور الفترة الزمنية المطلوبة بعد عملية رش المبيدات.
  •  الاستخدام الخاطئ لبعض أنواع الأسمدة: وخاصة استخدام الفضلات الآدمية بتسميد التربة والتي قد تحتوي على عوامل ممرضة للإنسان.
  •  تخزين الفواكه بظروف غير ملائمة: من حيث الحرارة والرطوبة والتهوية، مما قد يتسبب بنمو البكتريا والفيروسات والاعفان molds ، حيث تنمو بعض الاعفان على الفواكه نتيجة التخزين بظروف غير ملائمة وخاصة عندما يتم تخزينها في مكان عالي الرطوبة، وقد تنتج بعض تلك الاعفان سموما مضرة لصحة الإنسان، وكمثال عليها عفن بنسيليوم كلافيفورم وباتولين واكبانسيوم الذي ينمو على العنب والتفاح. كما ينجم سوء التخزين عن تخزين الفواكه بجانب المواد الكيميائية المضرة للصحة مثل المبيدات الكيميائية والمنظفات ، سواء تم ذلك في المتجر أو في المنزل ، أوقد ينجم سوء التخزين أيضا عن أخطاء بتغليف الفواكه بعد قطافها. 

الوقاية من الأمراض التي تنتقل عن طريق الفواكه:

وتتم الوقاية من الأمراض التي تنتقل عن طريق الفواكه بإتباع مما يلي:
  • اتباع وسائل النظافة العامة والشخصية: سواء للعاملين عليها أو للمستهلك عن طريق غسل الفواكه جيدا قبل استهلاكها لإزالة كل العوامل الممرضة والسموم وبقايا المبيدات الكيميائية الموجودة على سطح تلك الفواكه إن وجدت، ويمكن إضافة بعض المواد المطهرة المسموح باستخدامها عند غسيل الفواكه.
  • الابتعاد عن تناول الفواكه المشكوك بتلوثها: فأي تغير برائحة أو لون أو طعم الفواكه قد يدل على تلوث تلك الفواكه وبالتالي أصبحت غير صالحة للاستهلاك الآدمي.
  •  عدم ري المزروعات وأشجار الفواكه بمياه المجاري ومخلفات المصانع: وعدم تسميد التربة بالفضلات الآدمية، ويمكن التعرف على البيئة المنتجة للفواكه والخضراوات قبل شرائها للتأكد من ذلك، حيث يكفي أحيانا التعرف على البلد المنتج لضمان جودة الفواكه وخلوها من الأمراض، فهناك بلدان معروفة عنها باهتمامها بصحة وسلامة البيئة الزراعية.
  •  التثقيف والوعي الصحي: يلعب رفع الوعي الصحي عن طريق التثقيف الصحي للمستهلك وللمنتج وللعاملين عليها دورا مهما بالوقاية لمنع انتشار مثل تلك الأمراض.
  •  حفظ وتخزين الفواكه بشكل صحي: عن طريق إفراغ الفواكه من علبها مباشرة ثم مسحها من العوالق والأتربة ووضعها مكشوفة داخل البرادات دون غسلها لكي لا نهيىء البيئة الرطبة لنمو الفطريات والجراثيم المسببة للأمراض أن تنشط وتفسد الفواكه أثناء تبريدها.
  •  الاستخدام الآمن لرش المبيدات الكيميائية: والاعتماد على استخدام المبيدات العضوية غير المضرة بالصحة.

2 - التسمم ببذور التفاح والمشمش والخوخ والكرز:

تحتوي بذور بعض أنواع الفواكه على بعض السموم التي تشكل خطرا على صحة الإنسان ومن هذه السموم هي السموم الطبيعية الموجودة في بذور الفواكه المغطاة بقشرة سميكة كاالتسمم ببذور المشمش والخوخ والكرز، حيث تحتوي لب تلك البذور- سواء كان طعمها حلوا أو مرا - على مادة ( فيتامين ب 17) يحولها الجسم إلى مادة السيانيد القاتلة للخلايا، ومع أن السيانيد يدخل في تركيب بعض أدوية علاج السرطان بمقادير معينة ولمعالجة بعض أنواع من السرطانات ، ولكن قد بنفس الوقت يعد السيانيد سم قاتل للإنسان وخاصة إذا تجاوز كميته بالدم عند حد معين، وقد لا تظهر أعراض التسمم به بشكل واضح عند تناولها بجرعات صغيرة ولمدة طويلة، ولقد نشرت مجلة بي ام جيه الطبية الشهيرة عن رجل استرالي كاد أن يموت بسبب أكله لبذور المشمش ظنا منه إنها تقيه من سرطان البروستاتة ولكنه للأسف تسمم بالسيانيد . ولذلك فإن استخدام بذور المشمش في علاج السرطان هو ممارسة مضرة وقد تؤدي للوفاة بسبب التسمم بمادة السانيد القاتلة.
وهناك ايضاً التسمم ببذور التفاح والكمثرى لأن بذور التفاح والكمثرى تحتوي أيضا على مركب امريكادالينamygdalin الذي يتفكك عند مضغه وبلعه إلى مركب سكري ومركب سيانيد السام أيضا، والذي تظهر أعراض التسمم به بعد ساعات من تناوله، ولذلك لا ينصح بأكل نواة بذور تلك الفاكهة سواء كانت حلوة أو مرة.

ملاحظة: لا تستخدم بذور المشمش والخوخ والتفاح لعلاج السرطان، ولا تستخدم كبسولات المشمش لمعالجة السرطان، لإنها قد تؤدي للتسمم بمادة السانيد وقد تسبب للوفاة .

3 - اضرار الفواكه على مريض الداء السكري:

 قد يؤدي تناول الفاكهة التي تحتوي على سكريات وخاصة لدى الأشخاص الذين لديهم داء سكري أو لديهم تأهب لحدوث مرض السكري لارتفاع مستويات السكر في الدم. 
والكمية من الفواكه المسموح بها لمريض الداء السكري -حسب جمعية الداء السكري الأمريكية - هي حصة واحدة من الفواكه التي تحتوي ليس على أكثر من 15 جرام من الكربوهيدات. وتلك الكمية تقابل نصف موزة، أو أو كوب وربع من الفراولة، أو نصف كوب من المانجو، أو ثلاثة أرباع كوب من اللأناناس. 
 من وقد يؤدي الإفراط في تناول الفواكه السكرية أو المجففة منها إلى زيادة الوزن وقد تؤهب لمرض السكري أيضا، وخاصة عند استهلاك كمية كبيرة لنوع محدد من عصير الفاكهة لان المواد الفعالة تكون مركزة فيه.
 فقد يسبب استهلاك عصير التفاح كحمية لتخفيف الوزن إلى إسهال وصداع ودوخة وتعب وتشكل حصيات في الجهاز البولي. 
ولقد شرحنا فائدة أوراق الزيتون لعلاج السكري في هذا المقال بالضغط على الرابط: فوائد أوراق الزيتون

4 - اضرار الفواكه على الجهاز الهضمي: 

يسبب الإفراط بتناول للفواكه بشكل عام إلى عسر هضم وتشكل غازات في الأمعاء وغثيان وحرقان في المعدة،وارتجاع مريئي، ومضاعفات القرحة المعدية والعفجية، وخاصة في الفواكه التي تحتوي على فيتامين C بنسبة عالية. 
 وهناك مركبات في كل فاكهة قد تكون مضرة للصحة إذا زاد مستواها في الجسم عن نسبة معينة، فمثلا يؤدي تناول كمية كبيرة من الكيوي قشعريرة وإسهالا.
ولتجنب حدوث أعراض السمية أو الاضطرابات الصحية الناجمة عن الاستهلاك الكبير لبعض الفواكه ننصح بتناول حصتين إلى ثلاث حصص من الفواكه باليوم موزعة بين الوجبات وتقليل الفواكه التي تحتوي كمية عالية من السكريات. 

5- الفواكه والسرطان:

مما لا شك فيه إن للفواكه دورا واقيا من السرطانات لأنها غنية بالألياف والمواد المؤكسدة، ولقد شرحنا فائدة كل فاكهة بشكل مختصر في هذا الرابط :  فائدة كل فاكهة.
ولكن قد تسبب الفواكه السرطان بسبب بعض الممارسات المتبعة أثناء الآعتناء بثمار وشجار الفواكه  والتي تلوث الفواكه وكمثال عن تلوث الفواكه بالمبيدات الحشرية عند رش المبيدات الحشرية وعدم الانتظار حتى انتهاء فترة الأمان لكل مبيد حشري والذي يسمح بعد انتهائه  بقطاف الثمار واستهلاكها ، وإضافة المواد الهرمونية للفواكه، وومعالجة الفواكه بالإشعاع. 


6 - تَآثُرالأدوية مع الفواكه fruit drug interaction :

ويقصد بتفاعل أو تَآثُر أو تداخل الأدوية مع الفاكهة هو تغير التأثير الطبي المطلوب من الدواء على الجسم عندما يتم ابتلاع الدواء مع الفاكهة.
ويمكن أن ينجم التفاعل الأدوية مع الفواكه عن استهلاك كامل الفاكهة أو لب الفاكهة أو مستخلصات الفاكهة مع الأدوية مسببة تغير في مفعول الأدوية وتأثيرها وفعاليتها على الجسم، بل وقد تصبح سامة للجسم.
ومن أهم الفواكه التي تتفاعل مع الأدوية هي البرتقال والبوملي والرمان والتوت البري cranberry والعنب والتفاح والجريب فروت grapefruit. وسواء تم تناولها كاملة أو لبها أو عصيرها أو أي مستخلص لها أو أي صناعة تحويلية لها سوف يؤثر على الدواء الذي تم تناوله مع تلك الفاكهة، ويكمن السبب هو إن بعض الفاكهة تحتوي على الفلافونيدات flavanoids و فيورانوكومارينات furanocoumarins التي تتداخل مع استقلاب تلك الأدوية، حيث تنقص تلك المركبات من فعالية الإنزيمات التي تستقلب تلك الأدوية، وبالتالي يزداد من مستواها بالدم، مما يؤدي لأضرار بالغة على الجسم نتيجة لهذا التداخل.
وكمثال عليها تفاعل الأدوية مع عصير جريب فروت، فهناك أدوية كثيرة تتعارض مع الجريب فروت، فقد نشرت مجلة الجمعية الطبية الكندية قائمة من 85 دواء يتداخل فعاليتها مع عصير جريب فروت مما يزيد من مستوى تلك الادوية بالدم، ومن أهم تلك الأدويةهو المضاد الحيوي كلارثرومايسين، والدواء المخفض للكولسترول اتورفاستاتينatorvastatin (Lipitor) وأدوية أخرى.
ومن جهة ثانية، فان عصير البرتقال والتفاح وعصير التفاح، وعصير جريب فروت ينقصوا من امتصاص بعض الأدوية من الأمعاء مثل دواء سيبروفلوكساسين ciprofloxacin و-هو من أدوية المضادات الحيوية- و تينورمين (Tenormin) -وهودواء خافض للضغط الشرياني - ودواء فيكسوفينادين (Fexofenadine) -هو دواء من الأدوية المضادة للهيستامين المستخدمة في علاج أعراض الحساسية .
ويتعارض المانجو مع دواء المميع للدم المسمى الوارفارين، حيث يزيد المانجو من فعالية الدواء المميع للدم المعروف باسم وارفارين warfarin مما يسبب تأثيرا مضاعفا بتمييعه للدم، وبالتالي قد يسبب نزفا خطيرا في الجسم.
وبالمقابل هناك فواكه تحتوي على فيتامين K الذي يعاكس تأثير دواء الوارفارين المميع للدم وبالتالي سينقص من فعالية الوارفارين المميعة للدم، ومن هذه الفواكه نذكر الأجاص المجفف والكيوي وتوت العليق الأسود والافكادو.
ويمكن تجنب تداخلات الفواكه مع الدواء بسؤال الطبيب عن علاقة أي دواء بالفاكهة، أو يتم معرفة التداخل من خلال قراءة النشرة الداخلية للدواء بعناية.

نصائح وإرشادات هامة قبل تناول الفواكه:

أريد أن أذكر بالنهاية بعض النصائح قبل تناول أي فاكهة وهي:
1- يجب غسيل الفواكه جيدا قبل أكلها لتنظيفها من الأتربة، والعوامل الممرضة، ومن بقايا المبيدات الكيميائية إن وجدت.
2- نراعي أكل الفواكه كاملة وبدون إضافات.
3- الحرص على أكل الفواكه طازجة، وبالتالي نحصل على قيمتها الغذائية كاملة.
4- اختيار الفاكهة الخالية من الأمراض والأعفان، والذي يتم معرفته من خلال الفحص الخارجي للفاكهة، ومن المفضل أيضاً أن تكون مزروعة عضوياً أي بدون استخدام مبيدات كيميائية أو أسمدة صناعية.
5- نلفت النظر إلى أضرار عصير الفاكهة حيث يزود الجسم بكميات من السكريات أكثر من الحاجة اليومية المسموح فيها، مما يزيد من احتمال الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني عند البالغين، ويسبب أيضا زيادة في الوزن، وإلى نخور في الأسنان وخاصة عند الأطفال.
6- يجب تجنب إعطاء عصير الفواكه للأطفال الذين يقل أعمارهم عن سنة ( حسب توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال 2017) ما لم يوصي الطبيب بها حيث ليس لها فوائد غذائية بالإضافة إلى إنها قد تؤذي صحتهم بسبب احتوائها على نسبة عالية من السكريات، ولا تحتوي على الألياف الغذائية. وبشكل عام يجب أن لا نشجع الأطفال مهما كان عمرهم على تناول عصير الفواكه وبالمقابل نشجعهم على تناول الفاكهة الطازجة و بدون عصرها .
7- تسبب بعض الفواكه حساسية للإنسان أكثر من غيرها، ولذلك ينصح بمراجعة الطبيب عند ظهور الحساسية، ويجب عدم تناولها مرة أخرى.
8- هناك علاقة بين الكمية المستهلكة اليومية من الفواكه وبين فرصة الوقاية من الامرض القلبية الوعائية، لذلك احرص أن تتناول يوميا كمية كافية من الفواكه والخضروات

تعليقات

  1. مقالة ممتازة ومفيدة للصحة العامة والوقاية والتحذير من امراض التي تسببها الفواكه

    ردحذف
  2. شكرا لك واهلا بك. وهذه المقالات ضمن كتاب تم قمت بتأليفه لمركز العلوم الصحية التابع لمنظمة الدول العربية. والمعلومات هي حسب الدراسات العلمية

    ردحذف