تقليم شجرة الزيتون olive tree pruning

يعتقد البعض أن شجرة الزيتون لا تحتاج إلى تقليم، ولكن بالحقيقة أن عملية تقليم شجرة الزيتون olive tree pruning والتي تجرى عموماً كل عام من العمليات الزراعية بالغة الأهمية ، لأن تقليم شجرة الزيتون تضمن

يبدأ بتقليم الشجرة في السنوات الأولى من مراحل عمر الغرسة ، بهدف تكوين هيكل الشجرة الرئيسي المؤلف من جذع الشجرة بطول متر  ومنه تخرج ثلاثة أو أفرع رئيسية ، ويدعى هذا التقليم بتقليم التكوين. ( تم شرحه في مقال سابق يمكنكم العودة إليه  بالضغط على هنا )

وعندما تدخل الشجرة بمرحلة حمل الثمار ، يتم عندها  تقليم الشجرة بهدف الحصول على إنتاج وفير من الزيتون ومن زيت الزيتون من حيث الكمية والنوعية، وهذا ما سنشرحه في هذا المقال والذي يدعى التقليم الثمري.

وهناك تقليم التجديد، ويجرى على أشجار الزيتون عندما تصبح أشجار الزيتون كبيرة بالعمر ويضعف إنتاجها. (تم شرحه في مقال سابق يمكنكم العودة إليه  بالضغط على هنا ).

موعد تقليم أشجار الزيتون

هناك موعدان أساسيان  لتقليم أشجار الزيتون هما:  إما بعد قطاف محصول الزيتون مباشرة،  أي في فصل الخريف. أو يتم التقليم في الشتاء مثل باقي الأشجار المثمرة . وأفضل موعد تقليم شجرة الزيتون  في نهاية الشتاء أي بالشهر شباط ، وخاصة في المناطق الباردة المعرضة لخطر حدوث الصقيع والثلوج.

ويمكن إجراء تقليم خفيف في الصيف بإزالة السرطانات التي تنمو حوالي جذع الشجرة  .

هل يجب تقليم شجرة الزيتون كل سنة؟ 

 يفضل إجراء تقليم شجرة الزيتون كل سنة إذا تم بالطريقة الصحيحة سواء كان تقليم خفيف أو جائر ، ويهدف التقليم السنوي على المحافظة على النمو الخضري للتقليل من ظاهرة المعاومة، وبهدف تعريض أغصان الشجرة للضوء وللهواء ، ولتسهيل عملية قطاف الزيتون. 

ويممن تقليم شجرة الزيتون كل سنتين ولكن يستحسن إزالة النموات الهوائية الكبيرة من داخل الشجرة في كل سنة لا يتم فيها تقليم الشجرة . 

تقليم شجرة الزيتون كل ٣-٥ سنوات في بساتين الزيتون التقليدية حيث عدد  أشجار الزيتون كبيرا  ، ولكن لا ينصح بها في المناطق التي ينتشر فيها مرض عين الطاووس . 

لماذا نقلم شجرة الزيتون؟

يهدف تقليم الزيتون للحصول على فوائد عديدة أهمها:

1.    السماح للشجرة الصغيرة أن تدخل في مرحلة حمل الثمار بأقصر وقت.

2.    للحصول على كمية أكثر من الثمار وذات مواصفات أفضل.

3.    للحفاظ على شكل هيكل  الشجرة المؤلف من جذع وفروع رئيسية والمحافظة على طريقة التربية التي تم تقليم الشجرة عليها في السنوات الماضية .

4.    للسماح بدخول الضوء( أشعة الشمس) والهواء إلى كل أجزاء الشجرة. ويعتبر أشعة الشمس والهواء من الأمور المهمة لشجرة الزيتون لكي تحمل ثمار بكمية وبنوعية جيدة.

5.    للتحكم بارتفاع شجرة الزيتون، فمن المعلوم أن الشجرة العالية يكون قطاف الزيتون وإجراء المعاملات الزراعية الأخرى من قطاف الزيتون والتقليم ومكافحة الأمراض صعبا بالمقارنة مع الشجرة الأقصر طولاً.

6.    لخلق توازن بين المجموع الخضري والمجموع الثمري والمجموع الجذري لشجرة الزيتون.

7.    لجعل شجرة الزيتون تحمل ثمار الزيتون كل عام ، فمن المعلوم أن شجرة الزيتون قد تحمل ثمار في عام، ولكن في العالم التالي لا تحمل ثمار أو تحمل ثمار بكمية أقل، وخاصة في بعض أصناف الزيتون، ونسمي هذه الظاهرة بالمعاومة. فمن الممكن من خلال تقليم شجرة الزيتون أن نقلل من ظاهرة المعاومة. حيث  نقوم بتقليم خفيف أو لا نقلم شجرة الزيتون بعد قطاف زيتون عام الحمل الوفير لكي نسمح لأكبر عدد من الأغصان أن تحمل زيتون في السنة القادمة ذات الحمل الخفيف، وبالعكس نجري تقليم كامل بعد قطاف موسم الحمل الخفيف، وبهذه الطريقة نقلل من ظاهرة المعاومة.

8.    لتسهيل المعاملات الزراعية حول أشجار الزيتون وخاصة فلاحة حقل الزيتون.

9.    لزيادة العمر الإنتاجي للشجرة الزيتون. وتأخير دخول الشجرة في مرحلة الشجرة الهرمة وضعف الإنتاج.

10. لتعديل وتصحيح اختلاف كثافة الأغصان الموجودة على الشجرة.

القواعد العامة لتقليم شجرة الزيتون

1.    أإذا كان لديك شك فيما إذا كانت الشجرة تحتاج لتقليم أو لا تحتاج،  فالأفضل عندها أن لا تقلمها.  ونفس القاعدة نتبعها إذا كنت بشك بقطع غصن أيضاً فمن الأفضل أن نتركه بدون تقليم.

2.    ليس كل أشجار الزيتون في الحقل تحتاج للتقليم كل سنة.

3.    يجب أن يعدل حجم التقليم الذي سيجرى على شجرة الزيتون حسب عمرها.

4.    من الأفضل أن نبدأ التقليم من أعلى الشجرة وثم نتجه للأسفل.

5.    نجري قطع الأغصان والفروع الأكبر قطراً قبل قطع الأغصان الأصغر قطراً.

6.    تمييز الأغصان التي ستحمل ثمار الزيتون والمحافظة عليها ، وبالتالي لا نقطع الأغصان التي عمرها أقل من سنتين. 

7.عندما نريد أن نقلم غصن زيتون ، فيتم عندها قطع كامل الغصن من على الفرع، ولا يتم تقصيره، أي لايتم قطع قمة الغصن فقط. ويفضل أن يكون القطع منحني حتى لا يتجمع الماء عليه، مع ترك مسافة قصيرة متصلة بالفرع. 

ملاحظات قبل التقليم

يجب أن تكون أدوات التقليم - مثل مقص التقليم والمنشار-  حادة ، كما وينبغي أن يتم تعقيمها بالكحول أو بالكلور مثل ماء جافيل أو كلوركس، لكي لا تكون أدوات التقليم  الملوثة مصدرا لنقل العدوى لأشجار الزيتون السليمة.

ونبدأ بتقليم الأشجار السليمة قبل الأشجار المريضة. وينصح بتعقيم أدوات التقليم عند الانتهاء من تقليم كل شجرة والبدء بتقليم شجرة أخرى.

ما هي الأغصان التي تحمل ثمار الزيتون:

الحقيقة الأكثر أهمية التي يجب أن تضعها بحسبانك عندما تريد أن تقلم شجرة الزيتون هي معرفة أي  الأغصان التي ستحمل الزيتون وتحافظ عليها.

 في البداية تتألف شجرة الزيتون من الأقسام التالية: جذع الشجرة وينشأ منها الفروع الرئيسية والتي تعطي فروعاً ثانوية وهناك الأغصان والنموات الحديثة النمو والأفرخ المائية التي تكون عمودية. 

ويتم حمل الزيتون على  النموات  التي نمت في العام الماضي(أي أن الغصن الذي بدأ  بالنمو  بالربيع لن يحمل زيتون في العام الأول من نشوئه، وفي العام الذي يليه سيحمل زيتون ). والحقيقة الأخرى المهمة أيضاً هي أن معظم ثمار الزيتون  تكون على  الجزء السفلي الخارجي من شجرة الزيتون ،  لأنه كلما كانت شجرة الزيتون  معرضة لضوء الشمس أكثر  كلما كانت البراعم على أغصان الزيتون  أقوى وكان الحمل أكثر وأفضل جودة .

أما الأغصان المتدلية في قاعدة الفرع والمتجهة للداخل، فهي قليلة لحمل وقديمة وأصبحت ضعيفة (نقص الجزء الأخير منها لتشجيع حدوث نموات جانبي).

أن التقليم الجيد هو الذي سيسمح  بنمو خضري سيحمل ثمار بطول ٢٠-٥٠سم ويكون عدد السرطانات والنموات الهوائية قليلا مع محصول جيد كما ونوعا، وبالعكس إذا كان النمو للأغصان  الجديدة أكثر من ٥٠ سم وكمية المحصول قليلة والسرطانات والأفرخ المائية كثيرة فهذا يعني إن تقليم شجرة الزيتون كان جائرا .  .  

مراحل تقليم شجرة الزيتون:

1.    فتح مركز الشجرة للسماح للضوء والهواء للدخول إليها:

من الأمور المهمة لشجرة الزيتون هو السماح لأشعة الشمس إلى الدخول لكل أجزاء الشجرة، وبالتالي سنحصل على براعم أقوى، وبالنتيجة سنحصل على كمية أكبر من الزيتون وبجودة أفضل. ويتم فتح مركز الشجرة والتقليل من كثافة الأغصان بداخل الشجرة من خلال:

أ‌-  قص  النموات والأغصان الموجودة في مركز الشجرة ومع مراعاة عدم تعريض فروع الشجرة لأشعة الشمس المباشرة .

ب‌-  وقص النموات الكبيرة المائية التي تنمو عموديا والموجودة في داخل الشجرة، ويتم ترك بعض النموات المائية على الجزء الخارجي من الشجرة  لانها ستحمل ثمار و لاستبدالها بالأغصان الضعيفة .

ت‌-  وبقص الأغصان المتجهة لمركز الشجرة.

ملاحظة: نراعي في المناطق الحارة  بأن لانكشف كثيرا مركز الشجرة خوفا من حرق أشعة الشمس لفروع الشجرة.

2. إتباع القواعد العامة لتقليم أي شجرة:

نتبع الخطوات العامة لتقليم أي شجرة والتي شرحناها في مقال منفصل بالضغط على هذا الربط.وهي بشكل مختصر:

أ‌-       إزالة كل  السرطانات التي تنمو حول ساق شجرة الزيتون، ويتم قصها إلى أقصى منطقة يمكن الوصول إليها من سطح الأرض، لأنها تقوم بمنافسة شجرة الزيتون على الماء والغذاء.

ب‌-  كما نقوم بقص كل الأغصان التي تنمو على جذع الشجرة وبشكل كامل ومن منشأها.

ج‌-  كما نزيل كافة الأغصان والفروع المكسورة والميتة والمريضة إن وجدت على الشجرة.

د - كما نقوم بتقصير الأفرع والأغصان العالية لكي نتحكم بارتفاع الشجرة لأنه يجب أن لا يزيد ارتفاع الشجرة عن 3.5 متراً لكي يسهل عملية جني محصول الزيتون، فنقوم بقص الفرع الطويل إلى أقرب فرع جانبي.

ه. إزالة الفروع الجانبية الصغيرة المتشابكة مع بعضها والتي تعيق دخول أشعة الشمس . 

3.    تقليم الأغصان التي تحمل الزيتون:

بما أن الأغصان التي تحمل الزيتون هي الأغصان التي نمت في الموسم الماضي، ويتم الحمل أكثر على الأغصان على  الجزء الخارجي السفلي من شجرة الزيتون ،  لذلك يجب أن نحافظ على تلك الأغصان. ونقص فقط الأغصان المتدلية للأسفل والقريبة من سطح الأرض والتي تعيق المعاملات الزراعة حول الشجرة من ري وتسميد وإزالة أعشاب.

ونقلل من كثافة الأغصان المتشابكة والكثيفة.