تابعونا على :

كيف نجعل شجرة الزيتون تحمل كل عام؟



 من المعروف أن شجرة الزيتون لا تحمل كل عام هو بسبب الظاهرة الفيزيولوجية التي تتميز بها شجرة الزيتون -وأشجار أخرى- والتي  تسمى بالمعاومة أو تبادل الحمل في الزيتون.

ما المقصود بالمعاومة ؟ 

المقصود بظاهرة المعاومة أو تبادل الحمل في الزيتون هي أن الأشجار تحمل محصولا وفيرا من ثمار الزيتون في عام ، وتحمل محصولا قليلا جدا أو لا تحمل في العام الذي يليه .
لا تقتصر ظاهرة المعاومة على اشجار الزيتون ، فهناك عدد من أشجار الفاكهة تظهر عليها ظاهرة المعاومة. 

أصناف الزيتون التي تحمل كل عام: 

ويختلف حدوث المعاومة (تبادل الحمل في الزيتون)  من صنف لآخر من الزيتون،  فهناك مثلا أصناف من الزيتون قليلة الميل للمعاومة مثل صنف الزيتون الصوراني، والخضيري (الخضراوي)، ومحزم أبو سطل.
أما أصناف الزيتون كثيرة الميل للمعاومة فهي أصناف الزيتون: الزيتي (الكردي- الحلكاني- الخلخالي)، و الدعيبلي (الدرملالي- التمراني).
وأما أصناف الزيتون متوسط الميل للمعاومة فهي أصناف الزيتون : الدان، القيسي، الجلط، المصعبي.

أسباب تبادل الحمل في الزيتون :

السبب الأساسي لتبادل الحمل في الزيتون (المعاومة) بالمختصر هو ذهاب طاقة (غذاء) الشجرة إلى ثمار الزيتون ولا يبقى إلا طاقة قليلة للأغصان الجديدة التي ستحمل ثمار في الموسم بعد القادم (الموسم الذي يلي الحمل الغزير) ، وبالنتيجة لن تحمل شجرة الزيتون كل عام.
فمن المعلوم أن شجرة الزيتون البالغة تحمل أكثر من ربع مليون زهرة، وهذه الكمية من الأزهار تحتاج إلي كمية كبيرة من المواد الغذائية المخزنة بالشجرة؛ لكي تصل إلي مرحلة النضج الكامل، وفي الوقت نفسه فان العدد الكبير من الأغصان الخضرية الحديثة النمو تحتاج لكمية كبيرة من الغذاء المخزن في الشجرة أيضا. 
وبعد عقد الأزهار تتنافس ثمار الزيتون مع الأغصان الخضرية الحديثة النمو ( والمسؤولة على تكوين براعم إبطية النامية في النموات الخضرية، والتي ستتحول إلي براعم زهرية في السنة التالية) علي الغذاء المتوفر في الشجرة . 
ففي سنة الحمل الغزير، يكون التنافس بين النمو الخضري و الثمري لصالح النمو الثمري، وهذا يؤدي إلى غزارة ثمار الزيتون من جهة، وقلة عدد الأغصان الحديثة النمو المتكونة من جهة أخرى، وبما أن هذه الأغصان القليلة و الضعيفة هي التي سوف تحمل ثمارا في السنة القادمة، فأن النتيجة في العام القادم عدم حمل ثمار الزيتون أو تحمل عدد قليل من ثمار الزيتون.
 وبالعكس من ذلك في العام الذي يلي الحمل القليل، حيث يكون التنافس علي الغذاء لصالح الأغصان الحديثة النمو (النمو الخضري)، وبالتالي ستنمو أغصانا حديثة كثيرة وقوية وبداخلها الأزهار التي ستحمل حملا غزيرا وقويا من ثمار الزيتون في السنة القادمة .

أنواع تبادل الحمل في أشجار الزيتون :

هناك عدة أشكال من المعاومة (تبادل الحمل بشجرة الزيتون) وهي:

- معاومة منتظمة للزيتون : 

يكون فيها تبادل حمل ثمار الزيتون بتتابع منتظم كل عام، فعام يكون فيه حمل غزير للزيتون، يعقبه عام عدم حمل ثمار الزيتون أو ذو إثمار قليل للزيتون.

- معاومة غير منتظمة للزيتون: 

يكون فيه ازدياد في حمل الزيتون في عام، وثم حمل عالي جداً في العام الذي يليه، ثم يعقبه حمل قليل جدا للزيتون لمدة سنتين أو ثلاثة سنوات.

كيف نجعل شجرة الزيتون تحمل كل عام:

بما أن ظاهرة المعاومة  – كما ذكرنا آنفا- هي ظاهرة فيزيولوجية ، لذلك فإن هذه الظاهرة لا يمكن علاجها علاجا نهائياً ، ولكن يمكن أن نقلل من حدة ظاهرة المعاومة فقط، لأنها مرتبطة بطبيعة الشجرة.
 ويتم التخفيف من تناوب الحمل كل عام في شجرة الزيتون (المعاومة ) وجعل شجرة الزيتون تثمر كل عام بإحداث توازن بين النمو الخضري والثمري في الشجرة، من خلال جعل المخزون الغذائي داخل شجرة الزيتون مناسبا لتكوين الأغصان والثمار.
 أي نحاول أن نزيد من الأغصان الحديثة النمو في عام الحمل الغزير، بتوفير غذاء إضافي لتلك الأغصان، أي نوفر الماء والسماد وضوء الشمس لشجرة الزيتون  في عام الحمل الغزير، مع تقليل من الأغصان التي تحمل الثمار من خلال التقليم ، وبالتالي سنوفر غذاء إضافي أكثر للأغصان الحديثة النمو.
 ويتم جعل شجرة الزيتون تحمل كل عام بإتباع النقاط التالية:

1- اختيار صنف الزيتون المناسب:

 أن اختيار صنف الزيتون القليل المعاومة عند شراء غراس الزيتون لزراعتها في البستان يسمح لنا بالتخلص من المعاومة. 
 ومن أصناف الزيتون قليلة المعاومة نذكر الأصناف : الصوراني، والخضيري (الخضراوي)، ومحزم أبو سطل.
كما يساعد زراعة صنف آخر من الزيتون بتحسين إلقاح أزهار الزيتون،  فإذا كان هناك صنف من الزيتون ضعيف الإلقاح الذاتي - مثل الصنف الزيتي- فلابد من زراعة صنف ملقح بجواره مثل الصنف الصوراني أو القيسي.

2- ريّ شجرة الزيتون في عام الحمل الغزير : 

بما أن الماء من أهم الأشياء التي تساعد في نمو الأغصان ، فلذلك فأن زيادة عدد مرات الري لشجرة الزيتون وخاصة ري شجرة الزيتون البعلية سيزيد من نمو الأغصان الحديثة، وبالتالي سنقلل من المعاومة.
 والمقصود بزيادة مرات الري، أي إذا كنا لا نروي شجرة الزيتون البعلية في الصيف مثلا، نقوم بري الشجرة في عام الحمل الغزير، وإذا كنا نرويها مرة واحدة، فنقوم بريها عدة مرات في الربيع وفي الصيف في عام الحمل الغزيرحسب الإمكانيات المتاحة.
 وكلما ازدادت عدد مرات الري كلما زاد نمو الأغصان الحديثة النمو، وبالتالي سنقلل من حدوث تناوب الحمل في الزيتون في العام التالي ذو الحمل الخفيف. 
مواعيد ري أشجار الزيتون البعلية التكميل هي :
  •  رية عند عقد الثمار في منتصف شهر أيار ( الشهر الخامس) . 
  • ورية في منتصف شهر تموز ( الشهر السابع) بعد تيبس نواة الزيتون.
  •  ورية في الأسبوع الأول من شهر آب (الشهر الثامن الميلادي) أي بعد ثلاثة أسابيع من الرية السابقة.
  •  ورية في الأسبوع الأول من شهر أيلول ( الشهر التاسع).
نتوقف عن الري قبل قطاف الزيتون بشهر حتى لايتأثر الزيت سلبا بالماء و نفس الشىء عند تساقط المطر . 
أما نظام الرية الواحدة التكميلي لأشجار الزيتون البعلية :رية بالشهر 7 .
نظام الريتين التكميلي لأشجار الزيتون البعلية   : رية بالشهر السابع وبالشهر التاسع .
نظام الريات الثلاثة التكميلي لأشجار الزيتون البعلية  : رية الشهر 7 و9 و (8 أو 5). و
أفضل طريقة لري أشجار الزيتون البعلية هي الري بالتنقيط .
لمعلومات تفصيلية عن عدد ومواعيد كل رية وموعد التوقف عن الري بهذا الفيديو:

3- تسميد شجرة الزيتون في عام الحمل الغزير: 

 بما أن شجرة الزيتون تحتاج للعناصر الغذائية الموجودة في التربة لنموها وخاصة عنصر الآزروت ، فإن إضافة الأسمدة لتربة شجرة الزيتون سيوفر غذاءا إضافيا لثمار الشجرة، وسيحفز على نمو الأغصان الحديثة النمو، مما سيؤدي إلى زيادة حمل الأغصان للزيتون في الموسم التالي للحمل الغزير وبالتالي ستثمر شجرة الزيتون كل عام. 
يمكن أن نضع السماد العضوي المخمر في خريف الذي يسبق عام الحمل الغزير، والكمية هي بين 40- 150 كغ من السماد العضوي المخمر لكل شجرة زيتون .
 أو نضع 25 كغ كمبوست لكل شجرة في ربيع الحمل الغزير.
 أو يمكن أن نضع كيلوجرام من سماد اليويا  الآزوتي في نهاية شتاء الحمل الغزير .
ومن المهم أيضا التحري عن نقص العناصر النادرة مثل: المغنزيوم، والبورون، والحديد، والمنغنيز، وإضافتها عند اللزوم مع خلائط الأسمدة أو بالرش الورقي على شجرة الزيتون.

4- تقليم شجرة الزيتون:

 إن تقليم شجرةالزيتون بعد قطاف زيتون عام الحمل القليل وعدم إجراء تقليم للشجرة بعد قطاف زيتون الحمل الغزير هو من الحلول الممكنة لتقليل ظاهرة عدم حمل شجرة الزيتون كل عام وبالتالي ستحمل شجرة الزيتون كل عام. 
يتم بعد قطاف زيتون الحمل الخفيف بتقليم بعض الأغصان التي ستحمل الزيتون، وبالتالي سنخفف من ثمار الزيتون وبالتالي سنوفر غذاء للأغصان الحديثة النمو والتي سيتشكل عليها براعم. 
وأهم نقطة في تقليم شجرة الزيتون هو تعريض أغصان الشجرة لأشعة الشمس مع مراعاة ارتفاع درجة حرارة كل منطقة والحذر من إصابة فروع وجذع الشجرة بحرق أشعة الشمس في بعض البلدان ذات الحرارة المرتفعة. 
ونقوم عند تقليم شجرة الزيتون  بفتح مركز الشجرة للسماح بالتهوية وضوء الشمس . ونزيل الأغصان المتشابكة التي تعيق دخول أشعة الشمس ، ونقص الأغصان الملامسة للأرض التي تعيق المعاملات الزراعية. 
لمعلومات عن طريقة تقليم شجرة الزيتون خطوة بخطوة  بهذا الفيديو :

وأما بعد قطاف زيتون الحمل الغزير فإننا لا نجري تقليم للشجرة أو نجري تقليما خفيفا جدا لأننا بحاجة إلى المحافظة على أكبرعدد من الأغصان لكل تحمل الزيتون في الموسم القادم.

5- خف أزهار وثمار الزيتون: 

 إن خف أزهار أو خف ثمار الزيتون في عام الحمل الغزير سيزيد من إنتاجية الشجرة في عام الحمل الخفيف ويقلل من ظاهرة تبادل الحمل بأشجار الزيتون ويجعل شجرة الزيتون تحمل كل عام . 
أو يتم خف ثمار الزيتون في عام الحمل الغزير في حال لم ينجح التقليم في تقليل ثمار الزيتون ؛ وأفضل وقت لعملية خف الزيتون يجب أن تكون قبل شهر يوليو ( الشهر السابع الميلادي).

6- المعاملات الزراعية الأخرى : 

إجراء فلاحات سطحية للتربة في الربيع بعد قطاف الزيتون ، وفي الربيع ، وفي الصيف ، من أجل تحسن من نوعية التربة واحتفاظها للماء، وإزالة الأعشاب الضارة يجعل شجرة الزيتون تتغلب على ظاهرة تبادل الحمل كل سنة ويجعل شجرة الزيتون تحمل كل سنة . وتسهم مكافحة الأمراض التي تصيب شجرة الزيتون من زيادة إنتاجية شجرة الزيتون أيضا ويجعل شجرة الزيتون تحمل زيتون كل عام .
ولقد شرحنا بهذا الفيديو طريقة جعل شجرة الزيتون كل عام:



تعليقات