التسمم بمبيدات الحشرية الفسفور العضوية
المبيدات الحشرية هي المواد التي تستخدم للسيطرة والتحكم في الحشرات الضارة. تستخدم هذه المبيدات للحفاظ على المحاصيل الزراعية، ومكافحة الآفات في الحدائق والمنازل، وضمان الصحة العامة من خلال مكافحة الحشرات المرتبطة بالأمراض.
- تضم مبيدات الحشرات مواداً مختلفة، سواء من حيث التركيب الكيميائي، أو من حيث التأثير.
- تتواجد بشكل غازي، أو سائل، أو صلب.
- تعتبر التسمم بالمبيدات بشكل عام السبب الأكثر شيوعا للوفيات في البلدان النامية الناجمة عن فرط الجرعة.
- تكون حوادث التسمم بهذه المركبات على الأغلب مهنية لدى العمال الذين يقومون برشها أو بتحضيرها.
- التسمم العرضي كثير المصادفة لدى تناول هذه المواد بالخطأ، أو نتيجة تناول الفواكه والخضار الملوثة بها.
- قد يحدث التسمم الجنائي بهذه المواد لكنه قليل.
- تتعلق سمية المبيدات الحشرية بصفاتها الفيزيائية، والكيميائية، وخاصة تطايرها، وانحلالها، وثباتها.
- يساعد تطايرها على دخولها إلى الجسم عن طريق الرئتين، وخاصة في وقت الحر ، ويعتبر الطريق الرئوي من أهم طرق التسمم، ليس فقط بأبخرة وغازات المبيدات الحشرية، وإنما أيضا بالمواد الصلبة والسائلة ذات التوتر السطحي العالي.
- يسهل انحلال المبيدات الحشرية في الدسم دخولها من خلال الجلد، ويتركز هذا النوع من السموم نتيجة الانحلال في الدسم في الأنسجة الغنية بالشحوم وخاصة الجهاز العصبي.
- يؤدي ثبات هذه السموم إلى استمرار خطرها لفترة طويلة.
أنواع المبيدات الحشرية:
يوجد أنواع عديدة من المبيدات الحشرية ولكن أخطرها هي مثبطات الأسيتيل كولين استراز .
ويوجد نوعان من مبيدات الحشرات التي تثبط إنزيم الأسيتيل كولين استراز وهما:
1- مركبات الفوسفور العضوية: وهي تثبط الإنزيم الأسيتيل كولين استراز بشكل غير عكوس .
2- مشتقات حمض الكارباميك (الكاربامات): تثبط الإنزيم الأسيتيل كولين استراز بشكل مؤقت وعكوس.
التسمم بمبيدات الحشرات الفوسفورية العضوية
مقدمة:
- تكون غالبا بشكل : بودرة ، أو سائلة أو زيتية القوام. لها رائحة نفاذة وكريهة.
- يمكن أن تستخدم على شكل رذاذ أو ضباب.
- تذوب في المذيبات العضوية، وقابلة للذوبان في الماء.
- شديدة السمية على الإنسان والحيوان.
أهم مركبات مبيدات الحشرية الفسفور العضوية
Malathion, parathion, diazinon, fenthion, dichlorvos, chlorpyrifos, ethion, Dimethoate
1- الباراثيون Parathion :
- شديد السمية.
- الجرعة الفموية المميتة 200ملغ.
- يستقلب في الكبد بشكل رئيسي إلى "باراكسون" paraoxon ، وهو مركب أشد سمية.
- يتحلل بالضوء إلى مركبات أشد سمية.
- يتم اطرحه بشكل رئيسي بالبول.
2- المالاثيون Malathion :
- أقل سمية من الباراثيون.
- الجرعة القاتلة 1غ.
- له رائحة الثوم.
3- ديازينون Diazinon
- الجرعة القاتلة 1غ.
- يستقلب في الجسم إلى ديازيكسون.
5- دي ميتوات Dimethoate
- الجرعة القاتلة 1غ.
- يعتبر الباراثيون والمالاثيون من المركبات الأكثر استخداما والأكثر إحداثا للتسمم من بين المبيدات الحشرية الأخرى، وغالبا ما تكون مذابة في محلول هيدروكربوني.
- هناك بعض غازات الأعصاب المستخدمة في الحروب، وهي من مثبطات الكولين استيراز مثل: غاز السارين، والتابون، والسومان.
طرق التعرض
يحدث التسمم مبيدات الحشرية الفسفور العضوية :
- إما بغير قصد (من خلال التعرض لها في المناطق الزراعية، أوالتعرض المهني، أو بطريق الخطأ)، أو - بشكل مقصود )بغرض الانتحار، أو جنائي).
طرق الامتصاص:
يمكن أن تمتص مبيدات الحشرية الفسفور العضوية من أي طريق دخول للجسم: عن طريق الاستنشاق، أو عن طريق البلع، أو عن طريق الجلد، أو الملتحمة.
السمية وآلية التأثير السمي:
تعمل هذه المجموعة من المبيدات من خلال تأثيرها على أحد الإنزيمات الهامة في الجهاز العصبي، وهو إنزيم الاسيتيل كولين إستيراز، المسؤول عن تفكيك الناقل العصبي "الاسيتيل كولين" ، والأخير يقوم بنقل الإشارة العصبية من العصبونات قبل المشبك العصبي إلى العصبونات بعد المشبك، أو إلى الوصلات العصبية العضلية.
تقوم مبيدات الفوسفور العضوية بتثبيط نشاط إنزيم الاسيتيل كولين إستيراز، وبشكل غير عكوس،
مما يؤدي الى عدم قدرة الإنزيم على تفكيك مادة الأسيتيل كولين، وبالتالي سيتم تراكم الاستيل كولين في المشبك العصبي في المستقبلات المسكارينية والنيكوتينية (في نهايات الأعصاب اللاودية والودية المحركة للعضلات والجملة العصبية المركزية) مما ينتج عنه استمرار مرور الاشارة العصبية عبر الأعصاب وإلى الوصلات العصبية العضلية، حيث يؤدي هذا التنبيه الزائد إلى حدوث انقباض للعضلات وارتعاشات، وثم يحدث شلل، وفي النهاية يموت الكائن الحي.
أعراض وعلامات التسمم مبيدات الحشرية الفسفور العضوية:
تظهر الأعراض بعد التعرض للتسمم بفترات مختلفة تتراوح بين عدة دقائق إلى عدة ساعات، وقد تحدث الوفاة في الحالات الشديدة خلال ربع ساعة.
تتعلق مظاهر التسمم وترتيب ظهورها بعدة عوامل أهمها:
- نوع المادة السامة.
- الكمية المتناولة من المادة السامة ونوع المذيب المستخدم.
- طريقة دخول المادة السامة إلى الجسم.
تظهر الأعراض عندما ينخفض مستوى الكولين استيراز إلى 40%، وتشمل أعراض مسكارينية وأعراض نيكوتينية .
المرحلة المسكارينية أو التأثير على الجملة العصبية نظيرة الودية:
1- تشمل أعراض النوبة الكولينية باختصار بأحرف كلمة (SLUDGE).
Salivation, Lacrimation, Urination, Diarrhea, and Emesis (vomiting),
أي : تعرق، ودماع، وسلس بولي، واسهال، وإقياء.
وأما التأثيرات المسكارنية حسب الأجهزة فهي:
- تأثيرات هضمية: فرط إفراز اللعاب، والغثيان والقيء، وآلام البطن، والإسهال، وسلس البراز
- تأثيرات تنفسية: سيلان الأنف، غزارة المفرزات القصبية، تشنج القصبات الهوائية، السعال، ضائقة تنفسية شديدة.
- تأثيرات غدية: دماع، والتعرق.
- تأثيرات بولية: سلس بولي.
- تأثيرات عينية: انقباض شديد بحدقة العين، واضطراب الرؤية.
- تأثيرات قلبية: تباطؤ ضربات القلب، وانخفاض الضغط.
المرحلة النيكوتينية:
تظهر أعراض عصبية وعضلية حسب مستوى انخفاض إنزيم الكولين استيراز:
تقلصات حزمية، ورجفان عضلي، معص وضعف عضلي، قصور بعضلة الحجاب الحاجز، شلل. وضعف و خزل عضلي بالعضلات التنفسية.
أما التأثيرات النيكوتينية العصبية الذاتية: فتشمل ارتفاع ضغط الدم، وتسارع دقات القلب، وتوسع حدقة العين.
تأثيرات الجملة العصبية المركزية:
قلق، تقلبات بالشعور Emotional lability، تململ، تخليط، وسن،اضطراب بالذاكرة، رنح، رجفان، انقطاع نفس مركزي المنشأ، اختلاجات، سبات.
ملاحظة: تتشارك التأثيرات المسكارينية والنيكوتينية والعصبية المركزية بإحداث الضائقة التنفسية وهي منشأ الخطورة والوفاة في هذه التسممات. أي تتشارك كل مايلي: التشنج القصبي، وتجمع المفرزات في المجاري الهوائية، وشلل العضلات التنفسية، وتثبيط المراكز التنفسية بإحداث الضائقة التنفسية.
ملاحظات سريرية:
- قد يوجد تسرع (كمعاوضة لنقص الأكسجين) أو بطء قلب، انخفاض أو ارتفاع توتر شرياني.
- تقبض الحدقة: هي علامة مميزة، ولكن يمكن ألا تظهر في المراحل الأولى من التسمم. ولذلك يجب ألا ننتأخر بالعلاج في حال عدم وجود تقبض بالحدقة.
- انطلاق رائحة تشبه الكيروسين أو الثوم من المتسمم.
الاختلاطات:
- حدوث وذمة رئوية.
- ذات رئة استنشاقيه وكيميائية.
- اعتلال أعصاب متأخر.
- التهاب بنكرياس، وارتفاع سكر الدم غير الخلوني، والبيلة السكرية.
التشخيص:
تشخيص التسمم بالفوسفور العضوية هو بشكل أساسي هو تشخيص سريري.
معايرة مستوى الكولين استيراز في البلازما، أو في الكريات الحمراء، ولكن بكلا الاختبارين يعتبران غير مفيدين نسبيا في تقييم شدة التعرض في حالات التسمم الحادة بسبب نطاقاتهما الواسعة من القيم الطبيعية. وغالبا ما تُستخدم كمؤشرات حساسية لمقارنة التغيرات من نشاط الإنزيم الأساسي (على سبيل المثال، في التعرض المهني المزمن أو بعد إزالة المبيدات الحشرية). ويجب ألا ننتظر النتيجة حتى نبدأ بالمعالجة.
المراقبة:
- نظراً للمخاطر التنفسية أو تكرار الأعراض، يُنصح بإدخال جميع المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض إلى المستشفى للمراقبة لمدة 48 ساعة.
- ويمكن تخريج المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض بعد 8 ساعات من التعرض للفوسفات العضوي، لأن الأعراض تظهرعادةً خلال هذه الفترة.
المعالجة:
الركائز الأساسية للعلاج الطبي هي:
1) ABCs والتخلص من السم.
2) الأتروبين.
3) إعطاء الدرياق :كلوريدالأوبيدوكسيم.
4) البنزوديازيبينات (على سبيل المثال، الديازيبام) لمعالجة الاختلاجات.
1 – التخلص من السم:
- يجب على مقدمي الرعاية الصحية (أطباء ممرضين..) تجنب تلويث أنفسهم أثناء التعامل مع المرضى. لذلك يجب استخدم معدات الوقاية الشخصية، (مثل القفازات، والكمامة الطبية، والعبائة الطبية gown).
- انزع جميع ملابس المرضى المشتبه في تعرضهم للفوسفات العضوي، واغسل المريض بلطف بالماء والصابون، واعتبر الملابس نفايات خطرة، وتخلص منها وفقا لذلك.
- تطبيق اجراءات ABCs: والانتباه بشكل خاص للسبيل التنفسي ، لذلك يحرر مجرى التنفس، وتمص المفرزات القصبية، واعطاء الأكسجين، وقد يحتاج الامر إلى اجراء تنفس اصطناعي وتنبيب أو خزع الرغامى. وقد نستغني عن التنبيب في حال تم تطبيق الأتروبين مبكراً.
- عند حدوث تماس العينين مع السم، اغسل عيون المرضى الذين تعرضوا للمبيد بطريق العين باستخدام الماء العادي.
في حالة التسمم عن طريق الفم: إعطاء الفحم المنشط إذا حدث التسمم الفموي خلال ساعتين.
3 – الأتروبين:
- الأتروبين هو مضاد مسكارين حيث ينافس الأسيتيل كولين على الارتباط بالمستقبلات.
- ويعتبر الأتروبينهو الدواء المنقذ للحياة في علاج التسمم بمثبطات الأسيتيل كولين استراز ، ويتم البدء فيه وريدياً (يمكن استخدامه عضلياً) بدون تأخير في حال وجود أعراض مسكارنية.
- الجرعة : للبالغين: 1-2 ملغ/ وريدي. للأطفال: 0.05 ملغ/كغ/ وريدي. وتكرر الجرعة عدة مرات بفاصل 5-10 دقائق، وقد نحتاج لجرعات كبيرة من الأتروبين لدرجة أنها قد تستزنف مخزونات المشفى من الأتروبين.
- والهدف من إعطاء الأتروبين هو منع حدوث الفشل التنفسي الناجم عن فرط الإفرازات في السبيل التنفسي، ولذلك نستمر بإعطاء الأتروبين حتى حدوث جفاف المفرزات القصبية ويصبح الإشباع الإكسجيني طبيعي، ولا يجب استخدام تسرع القلب وتوسع حدقة العين كمعيار لإيقاف جرعات الأتروبين لأنها معايير غير موثوقة.
- وعند تحقيق الهدف من إعطاء الأتروبين نقوم بسحبه تدريجياً خلال 36 ساعة، حتى لا تحدث "المتلازمة المتوسطة" والناجمة عن التسمم الآجل الناجم من تحرر مركب الفوسفور العضوي المخزن في النسيج الشحمي مما ينجم عن الشلل العضلي ( المتضمن أيضاً شلل عضلات التنفس) بعد التعرض الحاد بساعات أو بعد أيام من التعرض الحاد.
- طريقة سحب الأتروبين: حيث نعطي نصف الكمية التي أعطيت للمريض خلال 12 ساعة ، والنصف الآخر خلال 24 ساعة. أي إذا أعطينا المريض 40 أمبولة أتروبين حتى شفي من التسمم، نقوم بالسحب التدريجي بإعطائه 20 أمبولة خلال 12 ساعة و20 امبولة أتروبين خلال 24 ساعة التالية.
4- إعطاء الترياق النوعي : كلوريدالأوبيدوكسيم أو براليدوكسيم .
الترياق النوعي غير منقذ للحياة (يخفف ويؤخر التظاهرات العصبية) بعكس الأتروبين المنقذ للحياة.
كلوريد الأوبيدوكسيم:
الشكل الصيدلاني: أمبولات. كل أمبولة تحتوي 250 ملغ.
الجرعة وطريقة التطبيق: الجرعة للكبار والأطفال: 250 ملغ عضلي (حيث يتم حل الأمبولة في 3 مل من المحلول المعد للحقن وتعطى عضليا)، وتكرر الجرعة (أمبولة) كل نصف ساعة، ولغاية أربع أمبولات خلال ساعتين. أي نعطي 4 امبولات.
التأثيرات الجانبية: توتر وجه، الشعور بالحرارة.
- براليدوكسيم Pralidoxime : لم يعد يطبق حاليا، وغير متوفر في مركز السموم بسوريا.
5 - المعالجة العرضية:
- معالجة الوهط الدوراني، ووذمة الرئة.
- مراقبة الشوارد وتدفئة المصاب.
- يمكن اعطاء مرخيات عضلية إذا استدعت الحالة.
- يمكن اعطاء الديازيبام (5-10 ملغ وريدي ببطء كل 15 دقيقة حتى نصل إلى 30 ملغ كحد أقصى) لمعالجة الاختلاجات.
6 - المراقبة : تراقب غازات الدم الشرياني، ومخطط القلب الكهربائي، ومراقبة نقص الأكسجين باستخدام قياس التأكسج النبضي المستمر continuous pulse oximetry. حيث يدل وجود تطاول في المسافات QT على سوء انذار.
تعليقات